عليه وسلم ـ إلى الأنصار رجلا من بنى فهر مع مقيس فقال : ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه ، إن علمتم ذلك ، وإلا فادفعوا إليه ديته. فلما جاءهم الرسول ، قالوا : السمع والطاعة لله ولرسوله والله ما نعلم له قاتلا ، ولكنا نؤدي ديته ، ودفعوا (١) إلى مقيس مائة من الإبل دية أخيه ، فلما انصرف مقيس عمد إلى رسول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقتله وفر (٢) وارتد عن الإسلام «ورحل من المدينة» (٣) وساق معه الدية ورجع (٤) إلى مكة كافرا ، وهو يقول فى شعره [٨٢ ب] :
قتلت به فهرا وحملت عقله |
|
سراة بنى النجار أرباب فارع |
وأدركت ثأرى واضطجعت موسدا |
|
وكنت إلى الأوثان أول راجع |
فنزلت فيه بعد ما قتل النفس وارتد عن الإسلام وساق معه الدية إلى مكة نزلت فيه الآية (٥) (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً) يعنى الفهري (مُتَعَمِّداً) لقتله (فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً) ـ ٩٣ ـ وافر الانقطاع له بقتله النفس ، وبأخذه الدية (٦) (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) وذلك أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بعث سرية ، وبعث عليها غالب بن عبد الله الليثي أخا ثميلة بن عبد الله. فلما أصبحوا رأوا رجلا يسمى مرداس بن عمرو (٧) بن نهيك العنسي من بنى تيم بن مرة من أهل فدك معه غنيمة له ، فلما رأى الخيل ساق غنيمته حتى أحرزها فى الجبل ـ وكان قد أسلم من الليل وأخبر أهله بذلك ـ فلما دنوا منه كبروا فسمع التكبير فعرفهم فنزل إليهم. فقال : سلام عليكم ، إنى مؤمن.
__________________
(١) فى أ : فدفعوا.
(٢) فى أ : ففر.
(٣) فى أ : ورحل منها.
(٤) فى أ : فرجع.
(٥) فى أ : بالمدينة.
(٦) وقد أمر النبي بقتل مقيس فى الحل والحرم فقتل يوم فتح مكة. وقد ورد ذلك فى أسباب النزول للواحدي : ٩٨.
(٧) فى أ : عمر ، ل : عمرو.