وبنو مدلج وبنو جذيمة (١) وهما حيان من كنانة. فلا تقتلوا التسعة لأن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صالح هؤلاء على أن من يأتيهم من المسلمين فهو آمن. يقول : إن وصل هؤلاء وغيرهم إلى أهل عهدكم فإن لهم مثل الذي لحلفائهم. ثم قال ـ عزوجل ـ (أَوْ جاؤُكُمْ) يعنى بنى جذيمة (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) يعنى ضيقة قلوبهم (أَنْ يُقاتِلُوكُمْ) يعنى ضاقت قلوبهم أن يقاتلوكم (أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ) من التسعة ثم قال : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ) يخوف المؤمنين ثم قال : (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) يعنى الصلح يعنى هلالا وقومه خزاعة (فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) ـ ٩٠ ـ فى قتالهم (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ) منهم أسد غطفان أتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال لهم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أجئتم مهاجرين؟ قالوا : بل جئنا مسلمين ـ فإذا رجعوا إلى قومهم قالوا آمنا بالعقرب والخنفساء إذ تعود ، فقال : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ) يعنى يأمنوا فيكم معشر المؤمنين بأنهم مقرون بالتوحيد (وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ) المشركين لأنهم على دينهم (كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ) يعنى كلما دعوا إلى الشرك (أُرْكِسُوا فِيها) يقول عادوا فى الشرك (فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ) فى القتال (وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ) يعنى الصلح (وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ) عن قتالكم (فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ) [٨٢ أ] يعنى : أأسروهم واقتلوهم (حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) يعنى أدركتموهم من الأرض فى الحل والحرم (وَأُولئِكُمْ جَعَلْنا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطاناً مُبِيناً) ـ ٩١ ـ يعنى حجة بيّنة ثم صارت منسوخة (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ) يعنى عياش بن أبى ربيعة بن المغيرة المخزومي يقول ما كان
__________________
(١) هكذا فى أ ، وفى ل بدون إعجام هكذا حديمة فتحتمل خذيمة وجذيمة.
وفى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي ص ٧٢ : أن الآية نزلت فى بنى جذيمة بن عبد مناف وفى هلال بن عويمر الأصلى وسراقة بن مالك المدلجي.