وما لهم وأرضهم وأمولهم وغائبهم وشاهدهم وتابعهم ولا يغير ما كانوا عليه ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا ملة من مللهم ، ولا يغير أسقف عن أسقفيته ، ولا راهب عن رهبانيته ، وعلى (١) ما تحت أيديهم من قليل وكثير. وليس عليهم ربا ولا دم جاهلية ولا يحسرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم حاشر ومن سأل فيهم حقا أنصف غير ظالمين ولا مظلومين ومن أكل ربا من ذى قبل فذمتي منه بريئة ولا يؤخذ رجل منهم بطلب آخر ، وكل ما كان فى هذه الصحيفة جوار الله ـ عزوجل ـ وذمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حتى يأتى الله بأمره ما نصحوا وأصلحوا فيما لهم وعليهم غير متغلبين بظلم. شهد أبو سفيان بن حرب ، وغيلان ابن عمرو ، ومالك بن عوف النضري ، والأقرع بن حابس ، والمغيرة. وكتب على بن أبى طالب عليهالسلام. وزعم (٢) أن أبا بكر ـ رضى الله عنه ـ كتب لهم كتابا من كتاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم.
قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل : سمعت المسيب والضرير يحدثان عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد قال : لو كان عليا طاعنا على عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهما ـ لطعن عليه حين جاء (٣) أهل نجران ومعهم قطعة أديم فيه كتاب عليه خاتم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا لعلى ـ عليهالسلام ـ : ننشدك الله كتابك بيدك وشفاعتك بلسانك ألا ما رددتنا إلى نجران. فقال على ـ رضى الله عنه ـ : دعوني فإن عمر ـ رضى الله عنه ـ كان رشيد الأمر. قال الأعمش : فسألت (٤) سالما كيف كان إخراج عمر ـ رضى الله
__________________
(١) أى وذمة الله ورسوله على ما تحت أيديهم.
(٢) أى زعم على (رضى الله عنه) أن أبا بكر كتب لهم كتابا آخر يشبه كتاب رسول الله.
(٣) فى أ : جاءوا.
(٤) فى ل : فسألته يعنى سالما والمثبت من أ.