وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) فى الأحزاب إلى آخر الآية (١) [٦٨ ب] فأشرك الله ـ عزوجل ـ الرجال مع النساء فى الثواب كما شاركن الرجال فى الأعمال الصالحة فى الدنيا (لا يَغُرَّنَّكَ) يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) ـ ١٩٦ ـ نزلت فى مشركي العرب وذلك أن كفار مكة كانوا فى رخاء ولين عيش حسن فقال بعض المؤمنين : أعداء الله فيما ترون من الخير وقد أهلكنا الجهد. فأخبر الله ـ عزوجل ـ بمنزلة الكفار فى الآخرة ، وبمنزلة المؤمنين فى الآخرة ، فقال ـ سبحانه ـ : (لا يَغُرَّنَّكَ) يا محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ما فيه الكفار من الخير والسعة فإنما هو (مَتاعٌ قَلِيلٌ) يمتعون بها إلى آجالهم (ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) ـ ١٩٧ ـ فبين الله ـ تعالى ـ مصيرهم ثم بين منازل المؤمنين فى الآخرة ، فقال ـ سبحانه ـ : (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ) وحدوا ربهم (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها) لا يموتون كان ذلك (نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ) ـ ١٩٨ ـ يعنى المطيعين (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) يعنى ابن سلام (لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) (٢) يعنى يصدق بالله (وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) يعنى أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من القرآن (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) من التوراة ، ثم نعتهم فقال : (خاشِعِينَ لِلَّهِ) يعنى متواضعين لله (لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ) يعنى بالقرآن (ثَمَناً قَلِيلاً) يعنى عرضا يسيرا من الدنيا كفعل اليهود بما أصابوا من سفلتهم من المأكل من الطعام والثمار عند الحصاد ثم قال يعنى (٣) مؤمنى أهل التوراة
__________________
(١) سورة الأحزاب : ٣٥ وتمامها. (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).
(٢) فى أ : ليؤمن بالله.
(٣) يعنى : بمعنى يقصد.