صدقنا (رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا) يعنى امح عنا خطايانا (وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ) ـ ١٩٣ ـ يعنى المطيعين قالوا : (رَبَّنا وَآتِنا) يعنى وأعطنا (ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ) يقول أعطنا من الجنة ما وعدتنا على ألسنة رسلك (وَلا تُخْزِنا) يعنى ولا تعذبنا (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ) ـ ١٩٤ ـ فأخبر الله ـ عزوجل ـ بفعلهم وبما أجابهم. وأنجز الله ـ عزوجل ـ لهم موعوده فذلك قوله ـ سبحانه ـ (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ) فقال : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ) فى الخير (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا) إلى المدينة (وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) وذلك أن كفار مكة أخرجوا مؤمنيهم من مكة ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي) يعنى فى سبيل دين الإسلام (وَقاتَلُوا) المشركين (وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ) يعنى لأمحون عنهم (سَيِّئاتِهِمْ) يعنى خطاياهم (وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يعنى بجنات البساتين ، ذلك الذي ذكر كان (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) ـ ١٩٥ ـ يعنى الجنة نزلت فى أم سلمة ـ أم المؤمنين رضى الله عنها ـ ابنة أبى أمية المخزومي حين قالت : مالنا معشر النساء عند الله خير وما يذكرنا بشيء ففيها (١) نزلت (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
__________________
(١) أى أن كلام أم سلمة كان سببا فى نزول آية (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ..) الآية : سورة الأحزاب ٣٥. ونزول الآية التي معنا فى آل عمران وهي : (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) سورة آل عمران : ١٩٥.
وفى علم أسباب النزول ، يذكرون : أن السبب قد يكون واحدا ويتعدد ما ينزل من القرآن بسببه ، ويستشهدون لذلك بكلام أم سلمة حين قالت : مالنا معشر النساء عند الله خير هو وما يذكرنا بشيء فنزل بسبب ذلك ثلاث آيات :
أ ـ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ...) سورة الأحزاب : ٣٥.
ب ـ (فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى ...) سورة آل عمران : ١٩٥.
ج ـ (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النحل : ٩٧.