جيفته بثمن فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : خذوه فإنه (١) خبيث الجيفة خبيث الدية (٢).
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) يعنى القمار نزلت فى عبد الرحمن بن عوف ، وعمر بن الخطاب ، وعلى بن أبى طالب ، ونفر من الأنصار ـ رضى الله عنهم (٣) ـ وذلك أن الرجل كان يقول فى الجاهلية أين أصحاب الجزور فيقوم نفر فيشترون الجزور فيجعلون لكل رجل منهم سهم (٤) ، ثم يقرعون فمن خرج سهمه يبرأ من الثمن حتى يبقى آخرهم رجلا فيكون ثمن الجزور كله عليه وحده ، ولا حق له فى الجزور ويقتسم الجزور بقيتهم بينهم فذلك الميسر. قال ـ سبحانه ـ : (قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) فى ركوبهما لأن فيهما ترك الصلاة ، وترك ذكر الله ـ عزوجل ـ ، وركوب المحارم ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) يعنى بالمنافع اللذة والتجارة فى ركوبهما قبل التحريم فلما حرمهما الله ـ عزوجل ـ قال : (وَإِثْمُهُما) بعد التحريم (أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) قبل التحريم ، وأنزل الله ـ عزوجل ـ تحريمهما بعد هذه الآية بسنة. والمنفعة فى الميسر أن بعضهم ينتفع به ، وبعضهم يخسر يعنى المقامر ، وإنما سمى الميسر لأنهم قالوا يسروا لنا ثمن الجزور يقول الرجل أفعل كذا وكذا (٥). (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) ـ ٢١٩ ـ (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) وذلك أن الله ـ
__________________
(١) فى أ : فهو.
(٢) فى أ ، ل : بعد أن فسر الآية ٢١٨. أكمل تفسير الآية ٢١٧ وقد أصلحت ذلك.
(٣) أورد الواحدي هذا السبب فى أسباب النزول : ٣٨.
(٤) فى أ : منهما سهما.
(٥) فى ل زيادة : «حدثنا عبيد الله بن ثابت قال : حدثني أبى ، قال : حدثني الهذيل عن مقاتل بن سليمان : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى ...) وذلك أن الله ....