آمَنُوا مَعَهُ) وهو حزقيا الملك حين حضر القتال ومن معه من المؤمنين (مَتى نَصْرُ اللهِ) فقال الله ـ عزوجل ـ : (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ) ـ ٢١٤ ـ يعنى سريع. وإن ميشا بن حزقيا قتل اليسع واسمه اشعيا (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) من أموالهم وذلك أن الله أمر بالصدقة فقال عمرو بن الجموح الأنصارى من بنى سلمة ابن جشم بن الخزرج ـ قتل يوم أحد ، رضى الله عنه ـ قال : يا رسول الله ، كم ننفق ، وعلى من ننفق؟ فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قول عمرو كم ننفق وعلى من ننفق (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) من الصدقة (قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ) من مال كقوله ـ سبحانه ـ : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) (١) يعنى مالا (فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فهؤلاء موضع نفقة أموالكم (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ) من أموالكم (فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) ـ ٢١٥ ـ يعنى بما أنفقتم عليم ، وأنزل فى قول عمرو يا رسول الله كم ننفق من أموالنا وعلى من ننفق قول (٢) الله ـ عزوجل ـ : (قُلِ الْعَفْوَ) يعنى فضل قوتك فإن كان الرجل من أصحاب الذهب والفضة أمسك الثلث وتصدق (٣) بسائره ، وإن كان من أصحاب الزرع والنخل أمسك ما يكفيه فى سنته وتصدق «(٤)» بسائره ، وإن كان ممن يعمل بيده أمسك ما يكفيه يومه ذلك وتصدق «(٥)» بسائره فبين الله ـ عزوجل ـ ما ينفقون فى هذه الآية فقال : (قُلِ الْعَفْوَ) يعنى فضل القوت (كَذلِكَ) يعظكم هكذا (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) يعنى أمر الصدقات (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (٦) يقول لكي تتفكروا ـ فى ـ أمر الدنيا ـ فتقولون هي دار بلاء وهي دار فناء ثم تتفكروا فى الآخرة فتعرفون فضلها فتقولون هي دار
__________________
(١) سورة البقرة : ١٨٠.
(٢) فى أ : يقول.
(٣ ، ٤ ، ٥) فى أ : وصدق.
(٦) الآية ٢١٩ من سورة البقرة وتمام الآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).