أهل مصر ، ودعا بها لوط سدوم وعامورا وصابورا ودمامورا (١) فلم يسلم منهم غير ابنتيه ريتا وزعوتا يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ) يعنى أعطوا الكتاب (مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ) يعنى البيان (بَغْياً بَيْنَهُمْ) يقول تفرقوا بغيا وحسدا بينهم (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) يقول حين اختلفوا فى القرآن (مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ) يعنى التوحيد (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) ـ ٢١٣ ـ يعنى دين الإسلام لأن غير دين الإسلام باطل ثم بين للمؤمنين أن لا بد لهم من البلاء والمشقة فى ذات الله. فقال ـ سبحانه ـ : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) نظيرها فى آل عمران قوله سبحانه ـ : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) (٢). وفى العنكبوت : (الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) (٣). وذلك أن المنافقين قالوا للمؤمنين فى قتال أحد : لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم ، فإنه لو كان محمد بيننا لم يسلط عليكم (٤) القتل. فرد المؤمنون عليهم فقالوا : قال الله : [٣٤ ب] من قتل (٥) منا دخل الجنة. فقال المنافقون : لم تمنون أنفسكم بالباطل. فأنزل الله ـ عزوجل ـ يوم أحد (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ) نزلت فى عثمان بن عفان وأصحابه ـ رحمهمالله. يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ) يعنى سنة (الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ) من البلاء يعنى مؤمنى الأمم الخالية ثم أخبر عنهم ليعظ أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال سبحانه : (مَسَّتْهُمُ) يعنى أصابتهم (الْبَأْساءُ) يعنى الشدة وهي (٦) البلاء (وَالضَّرَّاءُ) يعنى البلاء (وَزُلْزِلُوا) يعنى وخوفوا (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) وهو اليسع (وَالَّذِينَ
__________________
(١) فى أ : جامورا. والمثبت من ل.
(٢) سورة آل عمران ١٤٢.
(٣) سورة العنكبوت : ١ : ٢.
(٤) فى أ : قبل.
(٥) فى أ : قبل.
(٦) فى أ : وهو.