لكم إلى خير؟ قالوا : وما هو؟ قال : أنا شيخ كبير لا يضركم إن كنت معكم ، أو مع غيركم ، لئن كنت معكم لا أنفعكم ، ولئن كنت مع غيركم لا أضركم ، وإن لي عليكم لحقا لخدمتى وجواري إياكم. فقد علمت أنكم إنما تريدون مالي ، وما تريدون نفسي ، فخذوا مالي واتركوني وديني غير راحلة. فإن أردت أن الحق بالمدينة فلا تمنعوني. فقال بعضهم (١) لبعض : صدق خذوا ماله فتعاونوا به على عدوكم. ففعلوا ذلك فاشترى نفسه بماله كله غير راحلة ، واشترط ألا يمنع عن صلاة ولا هجرة ، فأقام بين أظهرهم ما شاء الله ، ثم ركب راحلته نهارا حتى أتى المدينة مهاجرا فلقبه أبو بكر الصديق ـ رضى الله عنه ـ فقال : ربح البيع يا صهيب. فقال : وبيعك لا يخسر. فقال أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ : قد أنزل الله [٣٣ ب] فيك (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) ـ ٢٠٧ ـ يعنى للفعل فعل الرومي صهيب بن سنان (٢) مولى عبد الله بن جدعان بن عمرو بن سعيد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي «قال عبد الله بن ثابت : سمعت أبى ، يقول : سمعت هذا الكتاب من أوله إلى آخره من الهذيل أبى صالح عن مقاتل بن سليمان ببغداد درب السدرة سنة تسعين ومائة. قال : وسمعته من أوله إلى آخره قراءة عليه (٣) فى المدينة فى سنة أربع ومائتين وهو ابن خمس وثمانين سنة رحمنا الله وإياهم» (٤). (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) وذلك أن عبد الله بن سلام ، وسلام بن قيس ، وأسيد وأسد ابنا كعب ، ويامين بن يامين ، وهم مؤمنو أهل التوراة استأذنوا
__________________
(١) فى أ : بعض ، ل : بعضهم.
(٢) فى أ : شبان ، ل : سنان.
(٣) فى أ : على ، ل : علبة.
(٤) ما بين القوسين «» ساقط من ل وموجود فى أ. ويلاحظ أن هذا السماع سبق أن وجد فى ل مع زيادة قليلة.