ومحاسنه ويذكر صنائعه (١) فى الجاهلية أنه كان من أمره كذا وكذا ، ويدعو له بالخير. فقال الله ـ عزوجل ـ : (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ) [٣٢ ب] كذكر (٢) الأبناء الآباء فإنى أنا فعلت ذلك الخير إلى آبائكم الذين تثنون عليهم ثم قال سبحانه ـ : (أَوْ أَشَدَّ) يعنى أكثر (ذِكْراً) لله منكم لآبائكم وكانوا إذا قضوا مناسكهم ، قالوا : اللهم أكثر أموالنا ، وأبناءنا ، ومواشينا ، وأطل بقاءنا ، وأنزل علينا الغيث ، وأنبت لنا المرعى ، وأصحبنا فى سفرنا ، وأعطنا الظفر على عدونا ، ولا يسألون ربهم عن أمر آخرتهم شيئا. فأنزل الله ـ تعالى ـ فيهم (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا) يعنى أعطنا (فِي الدُّنْيا) يعنى هذا الذي ذكر. فقال ـ سبحانه ـ : (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) ـ ٢٠٠ ـ يعنى من نصيب نظيرها فى براءة (فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ) (٣) يعنى بنصيبهم فهؤلاء مشركو العرب فلما أسلموا وحجوا دعوا ربهم. فقال ـ سبحانه ـ : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) (٤) ـ ٢٠١ ـ أى دعوا ربهم أن يؤتيهم (فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) يعنى الرزق الواسع وأن يؤتيهم (فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً) فيجعل ثوابهم الجنة وأن يقيهم (عَذابَ النَّارِ).
ثم أخبر عنهم فقال : (أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا) يقول حظ من أعمالهم الحسنة (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) ـ ٢٠٢ ـ يقول كأنه قد كان. فهؤلاء المؤمنون. (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) إذا رميتم الجمار يعنى أيام التشريق «والأيام المعلومات يعنى يوم النحر ويومين من أيام التشريق (٥)» بعد النحر فكان
__________________
(١) فى أ : صنائعه.
(٢) فى أ : كذلك.
(٣) سورة التوبة : ٦٩.
(٤) أ : فيها تحريف فى كتابة الآية.
(٥) ما بين الأقواس «» فى ل ، وليس فى أ.