وجوهكم عن الناس ، وخير ما تزودتم التقوى. (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يحجون منهم الحاج والتاجر فلما أسلموا قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن سوق عكاظ وسوق منى وذى المجاز فى الجاهلية كانت تقوم قبل الحج وبعد الحج فهل يصلح لنا البيع والشراء (١) فى أيام حجنا قبل الحج وبعد الحج ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) فى مواسم الحج يعنى النجارة فرخص الله ـ سبحانه ـ فى التجارة (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ) بعد غروب (فَاذْكُرُوا اللهَ) تلك الليلة (عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) فإذا أصبحتم يعنى بالمشعر حيث يبيت الناس بالمزدلفة فاذكروا الله (وَاذْكُرُوهُ) (٢) (كَما هَداكُمْ) لأمر دينه (وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ) من قبل أن يهديكم لدينه (لَمِنَ الضَّالِّينَ) ـ ١٩٨ ـ عن الهدى (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) وذلك الحمس ، قريش ، وكنانة ، وخزاعة ، وعامر بن صعصعة كانوا يبيتون بالمشعر الحرام ، ولا يخرجون من الحرم خشية أن يقتلوا وكانوا لا يقفون بعرفات : فأنزل الله ـ عزوجل ـ فيهم يأمرهم بالوقوف بعرفات فقال لهم : (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) يعنى ربيعة ، واليمن كانوا يفيضون من عرفات قبل غروب الشمس ، ويفيضون من جمع (٣) إذا طلعت الشمس فخالف النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الإفاضة (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) لذنوبكم (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ) لذنوب المؤمنين (رَحِيمٌ) ـ ١٩٩ ـ بهم (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) بعد أيام التشريق (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) وذلك أنهم كانوا إذا فرغوا من المناسك وقفوا بين مسجد منى وبين الجبل يذكر كل واحد منهم أباه
__________________
(١) فى أ ، ل : الشرى.
(٢) فى أ : فاذكروا الله
(٣) أ : جمع ، وفى ل : جمع.