إليه بها ، وإن من مات منكم عليها مات على الضلالة. فقال المسلمون : إنما الهدى ما أمر الله ـ عزوجل ـ به ، والضلالة ما نهى الله عنه. قالوا : فما شهادتكم على من مات منكم على قبلتنا ، وكان قد مات (١) قبل أن تحول القبلة إلى الكعبة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار ابن مالك بن الخزرج من بنى النجار (٢) ، ومات البراء بن معرور بن صخر بن سنان بن عبيد بن عدى بن سلمة بن سعد (٣) [٢٤ ب] بن على بن شاردة بن زيد بن جشم ابن الخزرج من بنى (٤) سلمة ، وكانا من النقباء. ومات رجال فانطلقت عشائرهم فقالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : توفى إخواننا وهم يصلون إلى القبلة الأولى وقد صرفك (٥) الله ـ عزوجل ـ إلى قبلة إبراهيم عليهالسلام ـ فكيف بإخواننا فأنزل الله ـ عزوجل ـ (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ). يعنى إيمان صلاتكم نحو بيت المقدس يقول لقد تقبّلت منهم (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ) يعنى يرق لهم (رَحِيمٌ) ـ ١٤٣ ـ حين قبلها منهم قبل تحويل القبلة. (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ) (٦) (وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) يعنى نرى أنك تديم نظرك إلى [٢٤ أ] السماء (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ) يعنى لنحولنك إلى (قِبْلَةً تَرْضاها) لأن الكعبة كانت أحب إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من بيت المقدس (فَوَلِ) يعنى فحول (وَجْهَكَ شَطْرَ) يعنى تلقاء (الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ) من الأرض (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) يعنى فحولوا وجوهكم فى الصلاة تلقاءه ، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه
__________________
(١) فى أ : وقد كان قبل.
(٢) فى : ابن عدس ابن عبيد ، كل ابن بألف رغم وقوعها بين علمين ثانيهما أب للأول.
(٣) ابن سعد ساقط من ل.
(٤) كل ابن له ألف فى أ : والألف ساقطة من ل.
(٥) فى أ : صرفكم.
(٦) نقل تفسير جزء آية ١٤٣ الأول بعد الأخير فى الأصل. وقد أصلحته.