ما ترك محمد قبلتنا إلا حسدا وإن قبلتنا قبلة الأنبياء ، ولقد علم محمد أنا عدل بين الناس. فقال معاذ (١) : إنا على حق وعدل ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قول معاذ (وَكَذلِكَ) يعنى وهكذا (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) يعنى عدلا نظيرها فى ن والقلم قوله ـ سبحانه : (قالَ أَوْسَطُهُمْ) (٢) يعنى أعدلهم وقوله سبحانه ـ : (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) (٣) يعنى أعدل فقول الله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) يعنى أمة محمد تشهد بالعدل فى الآخرة بين الأنبياء وبين أممهم (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) يعنى على الرسل هل بلغت الرسالة عن ربها إلى أممهم (٤) (وَيَكُونَ الرَّسُولُ) يعنى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (عَلَيْكُمْ شَهِيداً) يعنى على أمته أنه بلغهم الرسالة (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها) (٥) يعنى بيت المقدس (إِلَّا لِنَعْلَمَ) إلا لنرى (مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ) يعنى محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على دينه فى القبلة ومن يخالفه من اليهود (مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ) يقول ومن يرجع إلى دينه الأول (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً) يعنى القبلة حين صرفها عن بيت المقدس إلى الكعبة عظمت على اليهود ، ثم استثنى فقال : (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) (٦) فإنه لا يكبر عليهم ذلك.
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) وذلك أن حيى بن أخطب اليهودي وأصحابه ، قالوا للمسلمين : أخبرونا عن صلاتكم نحو بيت المقدس ، أكانت هدى أم ضلالة فوالله لئن كانت هدى ، لقد تحولتم عنه. ولئن كانت ضلالة لقد دنتم الله بها فتقربتم
__________________
(١) فى أ : محمد.
(٢) سورة القلم : ٢٨.
(٣) سورة المائدة : ٨٩.
(٤) فى أ ، ل اضطراب وتقديم سطر قبل موضعه.
(٥) فى الأصل خطأ فى النقل. حيث فسر النصف الأخير من آية ١٤٣ قبل النصف الأول. وقد أصلحت الخطأ فى التحقيق وراعيت ترتيب المصحف.
(٦) فى أ : (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) من المؤمنين يعنى المتواضعين من المؤمنين فإنه لا يكبر عليهم ذلك فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ). وقد خلط بين هذه الآية والآية رقم ٤٥ : البقرة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ).