(فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ ١١٢ ـ عند الموت (وَقالَتِ الْيَهُودُ) يعنى ابن صوريا وأصحابه (لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) من الدين فمالك يا محمد والنصارى اتبع ديننا (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) من الدين فمالك يا محمد واليهود اتبع ديننا يقول الله ـ عزوجل ـ : (وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ) يقول وهم يقرءون التوراة والإنجيل يعنى يهود المدينة ونصارى نجران (كَذلِكَ) يعنى هكذا (قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) بتوحيد ربهم يعنى مشركي العرب أن محمدا وأصحابه ليسوا على شيء من الدين. يقول الله : (مِثْلَ قَوْلِهِمْ) يعنى مثل ما قالت اليهود والنصارى بعضهم لبعض فذلك قوله سبحانه فى المائدة : (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) (١) يقول : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) يعنى بين مشركي العرب وبين أهل الكتاب (فِيما كانُوا فِيهِ) من الدين (يَخْتَلِفُونَ) ـ ١١٣ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ) نزلت فى أنطياخوس ابن ببليس الرومي ومن معه من أهل الروم يقول فلا أحد أظلم (مِمَّنْ مَنَعَ) يعنى نصارى الروم (مَساجِدَ اللهِ) يعنى بيت المقدس أن يصلى فيه (أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) يعنى التوحيد (وَسَعى فِي خَرابِها) وذلك أن الروم ظهروا على اليهود فقتلوهم وسبوهم وخربوا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف وذبحوا فيه الخنازير ثم كان على عهد الروم الثانية ططسر بن سناباتوس ويقال اصطفانوس فقتلهم وخرب بيت المقدس فلم يعمر حتى بناه المسلمون فى زمان عمر بن الخطاب ـ رضوان الله عليه. يقول الله ـ عزوجل ـ : (أُولئِكَ) يعنى أهل الروم (ما كانَ) ينبغي (لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها) يعنى الأرض المقدسة إذ بعث محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (إِلَّا خائِفِينَ) فلا يدخل بيت المقدس اليوم الرومي إلا
__________________
(١) سورة المائدة ١٤.