والله السلام ومنه السلام. فقالوا : وإله موسى لقد أشربت قلوبكم حب محمد. فقال عمار : ربى أحمده ، وربى أكرم محمدا ، ومنه اشتق (١) الجلالة ، إن محمدا أحمد هو محمد. ثم أتيا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأخبراه ، فقال : ما رددتما عليهما. فقالا : قلنا الله ربنا ، ومحمد رسولنا ، والقرآن إمامنا ، الله نطيع ، وبمحمد نقتدي ، وبكتاب الله نعمل. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أصبتما أخا الخير ، وأفلحتما فأنزل الله ـ عزوجل ـ يحذر المؤمنين : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ) فى التوراة أن محمدا نبى ودينه الإسلام ثم قال سبحانه : (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا) يقول اتركوهم (٢) واصفحوا يقول وأعرضوا عن اليهود (حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) فأتى الله ـ عزوجل ـ بأمره فى أهل قريظة : القتل والسبي وفى أهل النضير الجلاء والنفي من منازلهم وجناتهم التي بالمدينة إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ـ ١٠٩ ـ من القتل والجلاء قدير (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) يقول وأتموها لمواقيتها (وَآتُوا الزَّكاةَ) يقول آتوا زكاة أموالكم (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) فى الصدقة ، ثم قال : (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [٢٠ ب] ـ ١١٠ ـ (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ) على ديننا (هُوداً أَوْ نَصارى) يقول الله ـ سبحانه ـ : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) يقول تمنّوا على الله فقال الله ـ عزوجل ـ لنبيه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) يعنى حجتكم من التوراة والإنجيل (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ـ ١١١ ـ بما تقولون فأكذبهم الله ـ عزوجل ـ فقال : (بَلى) لكن يدخلها (مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) يعنى أخلص دينه لله (وَهُوَ مُحْسِنٌ) فى عمله
__________________
(١) فى أ : انبثق.
(٢) فى أ : اتركهم.