ليس من الله وإنما تقوله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من تلقاء نفسه نظيرها فى براءة قوله ـ سبحانه ـ : (وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (١) وقال ـ عزوجل ـ فى النحل : (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٢) أنك لن تقول إلا ما قيل لك. (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) [٢٠ أ] يعنى يقول تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم ربكم جهرة (كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ) محمد يعنى كما قالت بنو إسرائيل لموسى أرنا الله جهرة (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ) يعنى من يشتر (الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ) يعنى اليهود (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) ـ ١٠٨ ـ يعنى قد أخطأ قصد طريق الهدى كقوله ـ سبحانه ـ فى القصص : (عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ) (٣) يعنى قصد الطريق (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) وذلك أن نفرا من اليهود منهم فنحاص ، وزيد بن قيس ـ بعد قتال أحد ـ دعوا حذيفة ، وعمارا إلى دينهم وقالوا لهما : إنكما لن تصيبا خيرا للذي أصابهم يوم أحد من البلاء. وقالوا لهما (٤) : ديننا أفضل من دينكم ونحن أهدى منكم سبيلا. قال لهم عمار : كيف نقض العهد فيكم؟ قالوا : شديد. قال عمار : فإنى عاهدت ربى أن لا أكفر بمحمد أبدا ، ولا أتبع دينا غير دينه فقالت اليهود : أما عمار فقد ضل ، وصبأ عن الهدى ، بعد إذ بصره الله ، فكيف أنت يا حذيفة ، ألا تبايعنا. قال حذيفة : الله ربى ومحمد نبيّي والقرآن إمامى أطيع ربى ، وأقتدي برسولي ، وأعمل بكتاب الله ربى ، حتى يأتينى اليقين على الإسلام
__________________
(١) سورة التوبة : ٧٤.
(٢) سورة النحل : ١٠١.
(٣) سورة القصص : ٢٢.
(٤) فى أ : قالوا لهم.