يقول ليست بالذلول التي يسقى عليها بالسواقى الماء للحرث (مُسَلَّمَةٌ) يعنى صحيحة (لا شِيَةَ فِيها) يقول لا وضح (١) فيها يقول ليس فيها سواد ولا بياض ولا حمرة (قالُوا) : (الْآنَ) يا موسى (جِئْتَ بِالْحَقِ) يقول الآن بينت لنا الحق ، فانطلقوا حتى وجدوها عند امرأة اسمها نور يا بنت (٢) رام فاستاموا بها. فقالوا لموسى : إنها لا تباع إلا بملء مسكها ذهبا. قال موسى : لا تظلموا (٣) انطلقوا اشتروها بما عز وهان ، فاشتروها بملء مسكها ذهبا. (فَذَبَحُوها) فقالوا لموسى : قد ذبحناها. قال : خذوا منها عضوا فاضربوا به القتيل ، فضربوا القتيل ، بفخذ البقرة اليمنى فقام القتيل وأوداجه تشخب دما فقال : قتلني فلان وفلان. يعنى ابني عمه. ثم وقع ميتا. فأخذا فقتلا ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) ـ ٧١ ـ (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها) فاختلفتم فى قتلها فقال أهل هذه القرية الأخرى : أنتم قتلتموه. وقال الآخرون : أنتم قتلتموه فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ـ ٧٢ ـ يعنى كتمان قتل المقتول (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ) يقول هكذا (يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) فكان ذلك من آياته وعجائبه (لَعَلَّكُمْ) يقول لكي (تَعْقِلُونَ) ـ ٧٣ ـ فتعتبروا فى البعث وإنما فعل الله ذلك بهم لأنه كان فى بنى إسرائيل من يشك فى البعث فأراد الله ـ عزوجل ـ أن يعلمهم أنه قادر على أن يبعث الموتى. وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فتعتبروا فى البعث.
فقالوا : نحن لم نقتله ، ولكن كذب علينا ، فلما كذبوا المقتول ضرب الله لهم مثلا وذلك قوله ـ سبحانه ـ : (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ) فى الشدة فلم تطمئن يعنى تلين
__________________
(١) وضح : ساقطة من أوفى البيضاوي (لا شِيَةَ فِيها) لا لون فيها يخالف لون جلدها. وهي فى الأصل مصدر وشاه وشيا وشية إذا خلط بلونه لونا آخر.
(٢) هكذا فى ل ، وفى أ : ابنت.
(٣) هكذا فى أ ، ل : بدون ذكر المفعول فيهما.