لنا ربّك ، يطلع على القاتل (١) إن كنت نبيا كما تزعم فدعا موسى ربه ـ عزوجل ـ فأتاه جبريل ـ عليهالسلام ـ فأمره بذبح بقرة. فقال لهم موسى : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، فتضربوه ببعضها فيحيا ، فيخبركم بقاتله. واسم المقتول عاميل. فظنوا أنه يستهزئ بهم ، فقالوا : نسألك عن القاتل لتخبرنا به فتأمرنا بذبح بقرة استهزاء بنا. فذلك قولهم لموسى : (قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ) ـ ٦٧ ـ يعنى من المستهزئين فعلموا أن عنده علم ذلك (قالُوا) يا موسى : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ) أى سل لنا ربك (يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ) إن ربكم يقول : (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) يعنى ليست بكبيرة ولا بكر أى شاب (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) يعنى بالعوان بين الكبيرة والشابة (فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ) ـ ٦٨ ـ فانطلقوا ثم رجعوا إلى موسى (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ) أى سل ربك : (يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها) يعنى صافية اللون نقية (تَسُرُّ) يعنى تعجب (النَّاظِرِينَ) ـ ٦٩ ـ يعنى من رآها فشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنما أمروا بقرة ولو عمدوا إلى أدنى بقرة لأجزأت (٢) عنهم ، والذي نفس محمد بيده لو لم يستثنوا ما بينت لهم آخر الأبد فانطلقوا ثم رجعوا (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) تشكل (٣) (وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) ـ ٧٠ ـ لو لم يستثنوا لم يهتدوا لها أبدا فعند ذلك هموا أن يفعلوا ما أمروا. ولو أنهم عمدوا إلى الصفة الأولى فذبحوها لأجزأت عنهم.
(قالَ إِنَّهُ يَقُولُ) أى قال موسى إن الله يقول [١٤ أ] : (إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ) يقول ليست (٤) بالذلول التي يعمل عليها فى الحرث (وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ)
__________________
(١) فى ل : هذا القاتل.
(٢) هكذا فى ل ، وفى أ : لأجرت.
(٣) بعضه يشبه الآخر وفى ل : تشتكل.
(٤) هكذا فى ل وفى أ : ليس.