من بعد الجبل (فَلَوْ لا) (١) (فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) يعنى نعمته لعاقبكم و (لَكُنْتُمْ) فى الآخرة (مِنَ الْخاسِرِينَ) ـ ٦٤ ـ فى العقوبة (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) يعنى اليهود (الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ) فصادوا فيه (٢) السمك وكان محرما عليهم صيد السمك يوم السبت فأمهلهم الله ـ سبحانه ـ بعد صيد السمك سنين ثم مسخهم الله قردة فذلك قوله : (فَقُلْنا لَهُمْ) بوحي (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) ـ ٦٥ ـ يعنى صاغرين (فَجَعَلْناها نَكالاً) [١٣ ب] لبنى إسرائيل (لِما بَيْنَ يَدَيْها) يقول أخذناهم بمعاصيهم قبل صيد الحيتان (وَما خَلْفَها) ما استنوا من سنة سيئة فاقتدى بها من بعدهم فالنكال هي العقوبة ثم مسخهم الله ـ عزوجل ـ فى زمان داود ـ عليهالسلام ـ قردة ثم حذر هذه الأمة فقال ـ سبحانه ـ : (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) ـ ٦٦ ـ يعنى تعظهم يا محمد أن يركبوا ما ركبت بنو إسرائيل من المعاصي فيستحلوا محرما أو صيدا فى حرم الله أو تستحلّوا أنتم حراما لا ينبغي فينزل بكم من العقوبة مثل ما نزل بالذين استحلّوا صيد السمك يوم السبت.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ) يا بنى إسرائيل (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) بأرض مصر قبل الغرق (٣) وذلك أن أخوين كانا فى بنى إسرائيل فقتلا ابن عم لهما ليلا بمصر ليرثاه ثم حملاه فألقياه بين القريتين. قال : حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبى ، قال : حدثنا الهذيل عن مقاتل عن أبى مليكة عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : قاسوا ما بين القريتين فكانتا سواء فلما أصبحوا أخذوا أهل القرية (٤) ، فقالوا : والله ما قتلناه ولا علمنا له قاتلا. قالوا : يا موسى ، ادع
__________________
(١) فى أ : ولو لا.
(٢) فى أ : فيها.
(٣) أى قبل غرق فرعون وجنوده.
(٤) هكذا فى أ ، ل. وصوابها القريتين. وهذه القصة واردة من عدة طرق فى تفسير الدر المنثور السيوطي أ : ٧٧.