إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

234/412
*

النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٨٢).

ذكروا عن ابن عبّاس أنّه كان يقول : إنّها دابّة ذات زغب وريش لها أربع قوائم تخرج من بعض أودية تهامة.

ذكروا عن ابن عمرو أنّه قال : تخرج الدابّة من مكّة من صخرة بشعب أجياد. قال : فإذا خرجت الدابّة فزع الناس إلى الصلاة ؛ فتأتي الرجل وهو يصلّي فتقول له : طوّل ما أنت مطوّل ، فو الله لأخطمنّك (١). قال : فيومئذ يعرف المنافق من المؤمن. قال عبد الله بن عمرو : لو أشاء أن أضع قدمي على مكانها الذي تخرج منه لفعلت. ذكر الحسن أنّ موسى عليه‌السلام سأل ربّه أن يريه الدابّة ، دابّة الأرض ، فخرجت إليه ثلاثة أيّام ولياليها لا يرى أطرافها ، أو لا يرى واحدا من طرفيها ، فرأى منظرا كريها ، فقال : ربّ ردّها ، فرجعت.

ذكروا عن أبي الطفيل (٢) قال : كنّا جلوسا عند حذيفة فذكروا الدابّة فقال حذيفة : إنّها تخرج ثلاث خرجات : مرّة في بطن الوادي ، ثمّ تكمن. ثمّ تخرج في بعض القرى حتّى تذكر ، ويهريق فيها الأمراء الدماء. فبينما الناس على أعظم المساجد وأفضلها وأشرفها ، يعني المسجد الحرام ، إذ ترفع الأرض ويهرب الناس ، وتبقى عصابة من المؤمنين يقولون : لن ينجينا من أمر الله شيء ، فتخرج فتجلو وجه المؤمن ، وتخطم وجه الكافر ، لا يدركها طالب ، ولا ينجو منها هارب. قالوا : وما الناس يومئذ يا حذيفة؟ قال : جيران في الرّباع ، شركاء في الأموال ، أصحاب في الأسفار.

ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال : يبيت الناس يسيرون إلى جمع وتبيت الدابّة تسري إليهم فيصبحون قد جعلتهم بين رأسها وذنبها ، فما تمرّ بمؤمن إلّا تمسحه ، ولا بكافر ولا منافق إلّا تخطمه ، وإنّ التوبة اليوم (٣) لمفتوحة.

__________________

(١) خطمه ، أي : ضرب خطمه ، وهو مقدم الأنف ؛ والمخاطم : الأنوف.

(٢) هو أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني ، ولد عام أحد ، فأدرك من حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثمانية أعوام. وروي عنه أنّه قال : «ما بقي على وجه الأرض عين تطرف ممّن رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيري» ، ولذلك يعدّ آخر من مات ممّن رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وكان متشيّعا. وقد ذكره ابن قتيبة في أسماء الغالية من الرافضة. انظر ترجمته في الاستيعاب لابن عبد البر ، ج ٤ ص ١٦٩٦ ، وفي المعارف لابن قتيبة ، ص ٦٢٤.

(٣) كذا في ب وع : «وإنّ التوبة اليوم لمفتوحة». أي : يومئذ ، ولم ترد كلمة «اليوم» في سع ولا في سح.