الشَّافِعِينَ) (٤٨) [المدّثّر : ٤٨] (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) : أي رجعة إلى الدنيا (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١٠٢).
قال الله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (١٠٤) : وهي مثل الأولى.
قوله : (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) (١٠٥) : يعني نوحا (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ) : أخوهم في النسب وليس بأخيهم في الدين (أَلا تَتَّقُونَ) (١٠٦) : يأمرهم أن يتّقوا الله (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٠٧) : أي على ما جئتكم به من الهدى (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٠٨) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) : أي على ما جئتكم به (مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ) : أي إن ثوابي (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٠٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) (١١٠).
(قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ) : أي أنصدّقك (وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) (١١١) : أي سفلة الناس وسقّاطهم. (قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١١٢) : أي بما يعملون. أي : إنّما أقبل منهم الظاهر ، وليس لي بباطن أمرهم علم. (إِنْ حِسابُهُمْ) : [يعني ما جزاؤهم] (١) (إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (١١٣) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٤) : [يعنيهم] (٢) (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (١١٥).
(قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ) : أي عمّا تدعونا إليه وعن ذمّ آلهتنا وشتمها (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (١١٦) : أي لنرجمنّك بالحجارة فلنقتلنّك بها.
(قالَ) نوح : (رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (١١٧) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً) : أي اقض بيني وبينهم ، وإذا قضى الله بين النبيّ وبين قومه هلكوا. (وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٨) وهذا حيث أمر بالدعاء عليهم ، فاستجيب له ، فأهلكهم الله ونجّاه ومن معه من المؤمنين.
قال : (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (١١٩) : والمشحون : الموقر بحمله ممّا حمل نوح في السفينة من كلّ زوج اثنين ومن معه من المؤمنين. كان معه امرأته وثلاث بنين له : سام
__________________
(١) زيادة من سع ورقة ٦٤ ظ ، ومن سح ورقة ١٠.
(٢) زيادة من سع ورقة ٦٤ ظ ، ومن سح ورقة ١٠.