ونعت الناعتين ، ثمّ عرض إلى أنّه تعالى هو المفزع والملجأ إذا ألمّت بالإنسان كوارث الأيام. هذا بعض ما حواه كلام الإمام عليهالسلام ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا في تمجيد الله والثناء عليه :
سبحانك ما أعظم شأنك! وأعلى مكانك! وأنطق بالصّدق برهانك! وأنفذ أمرك! وأحسن تقديرك! سمكت السّماء فرفعتها ، ومهّدت الأرض ففرشتها ، فأخرجت منها ماء ثجّاجا ، ونباتا رجراجا ، فسبّحك نباتها ، وجرت بأمرك مياهها ، وقاما على مستقرّ المشيّة كما أمرتهما.
فيا من تعزّز بالبقاء ، وقهر عباده بالفناء ، أكرم مثواي ، فإنّك خير منتجع لكشف الضّرّ. يا من هو مأمول في كلّ عسر ، ومرتجى لكلّ يسر ، بك أنزلت اليوم حاجتي ، وإليك أبتهل فلا تردّني خائبا ممّا رجوت ، ولا تحجب دعائي عنك إذ فتحته لي فدعوت.
وصلّ على محمّد وآل محمّد ، وارزقني من فضلك الواسع رزقا واسعا سائغا حلالا طيّبا هنيئا مريئا لذيذا في عافية ...
وحفل هذا المقطع بتوحيد الله ، وذكر بعض آياته ؛ من رفع السماء ، وخلق الأرض بالكيفيّة المذهلة ، وذلك بإخراج الماء منها ، وإنبات النبات فيها إلى غير ذلك من آياته العظام ، ثمّ ينزل الإمام جميع شئونه بساحة الله تعالى طالبا منه إنجازها. ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :
اللهمّ اجعل خير أيّامي يوم ألقاك ، واغفر لي خطاياي فقد أوحشتني ، وتجاوز عن ذنوبي فقد أوبقتني ، فإنّك مجيب منيب رقيب قريب قادر غافر