الخامس فإن كان سقبا (١) أكله الرجال دون النساء ، وإن كان ميتة اشترك فيه ذكرهم وأنثاهم ، وإن كانت هي أنثى فتبتّك (٢) أذنها ، وتركت ، فلم يجزّ لها وبر ، ولم يشرب لها لبن ، ولم يركب لها ظهر ، ولم يذكر لله عليها اسم. وكانت السائبة ، يسيّبون ما بدا لهم من أموالهم فلا تمنع من مرعى ترعى فيه ، ولا من حوض تشرع (٣) فيه. وكانت الوصيلة من الشاء ؛ كان الرجل إذا أنتج سبعة من غنمه نظر إلى البطن السابع فإن كان ذكرا ذبح وكان للرجال دون النساء ، وإن كان ميتة اشترك فيه الرجال والنساء ، وإن كانت أنثى تركت ، وإن جاءت بذكر وأنثى جميعا قيل : قد وصلت أخاها ، فمنعته الذبح. وكان الحامي إذا ركب من ولد ولده الفحل عشرة قيل له حام ، حمى ظهره فلا يزمّ ولا يخطم ولا يركب. وقال الحسن : هو مثل قوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) (٥٩) [يونس : ٥٩].
قوله : (وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (١٠٣) : قال بعضهم : لا يعقلون تحريم الشيطان الذي حرّم عليهم.
قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) : وهم مشركو العرب ، يعنون ما وجدوا عليه آباءهم من الشرك وعبادة الأوثان. قال الله : (أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (١٠٤) : أى يطيعونهم ولو كانوا لا يعلمون شيئا ولا يهتدون.
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) : أى : إذا لم يقبل منكم (لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) : ليس هذا في ضلال الكفر ، ولكن في ضلال عن الحقّ في الإسلام. (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (١٠٥).
ذكر عن الحسن أنّه قرأ هذه الآية فقال : اللهمّ لك الحمد عليها وعلى أشباهها.
وعن [الحسن قال : قرئت هذه الآية عند] عبد الله بن مسعود فقال : [ليس هذا بزمانها] (٤)
__________________
(١) السقب : ولد الناقة إذا كان ذكرا.
(٢) كذا في ع ود : «تبتك» ، وفي ز ، ورقة ٨٨ : «وإن كانت أنثى بحروا أذنها أى شقّوها وتركت».
(٣) في د وع : «من حوض تستريح فيه» ، وفيه تصحيف صوابه ما أثبتّه : «تشرع فيه» أى ترده وتشرب منه.
(٤) ما بين المعقوفين زيادة من ز ، ورقة ٨٩ ، لتستقيم العبارة ويتمّ النصّ.