ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : الكبائر تسع : الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين المسلمين ، وقذف المحصنات ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والسحر ، والفرار من الزحف ، واستحلال البيت الحرام قبلتكم التي إليها توجّهون (١). ذكروا عن الحسن قال : الفرار من الزحف يوم بدر من الكبائر. وقال بعضهم : الفرار يوم ملحمة الروم الكبرى من الكبائر ؛ لأنّ المسلمين مجتمعون يومئذ كما كانوا يوم بدر.
قال الحسن : ذكرت الكبائر عند النبيّ عليهالسلام فقال : أين تعدّون اليمين الغموس؟ (٢). ذكروا أنّ أبا العالية الرياحيّ قال : يقولون : الكبائر سبع ، وأنا أراها سبعا وسبعا حتّى عدّ أربعين أو أكثر. جماع الكبائر أنّ كلّ ما أوجب الله عليه الحدّ في الدنيا فهو كبيرة.
وقال الحسن : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما تعدّون السرقة والزنا وشرب الخمر؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فواحش وفيهنّ عقوبة. ثمّ قال : أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وكان متّكئا فجلس ، ثمّ قال : ألا وقول الزور ، ألا وقول الزور ، ألا وإن لكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة بقدر غدرته يركز عند دبره ، ألا ولا غدرة أكبر من غدرة أمير عامّة (٣). ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : لا يزني الزاني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق وهو مؤمن ، ولا يقتل النفس وهو مؤمن ، فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (٤).
__________________
(١) كذا ورد هذا الحديث في ع ود ، وفي ز ، ورقة ٦٣ : «وشهادة الزور» بدل «واستحلال البيت الحرام». والحديث صحيح أخرجه البخاري في الأدب المفرد وفي أبواب من الصحيح ، وانظر مثلا في المحاربين ، باب : اجتنبوا السبع الموبقات. وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان الكبائر وأكبرها (٨٩) عن أبي هريرة. وأخرجه الطبريّ في تفسيره ، ج ٨ ص ٢٣٩ عن طريق طيسلة بن مياس عن ابن عمر.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ وبهذا السؤال ، ولكنّ اليمين الغموس ذكرت من الكبائر في أحاديث صحيحة ، وانظر ما سلف تفسير الآية ٧٧ من سورة آل عمران.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد والطبرانيّ والبيهقيّ عن عمران بن حصين ، كما ذكره السيوطيّ في الدرّ المنثور ، ج ٢ ص ١٤٧ ، وليس فيه الجملة الأخيرة : «ألا وإنّ لكلّ غادر لواء ...». وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان أكبر الكبائر وأكبرها ، عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه. وأخرجه يحيى بن سلّام عن نصر بن طريف عن قتادة عن الحسن مرسلا.
(٤) حديث متّفق على صحّته. أخرجه البخاري في أوّل كتاب الحدود ، عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم في كتاب ـ