روي (١) انه كان يقول وهو يجود بنفسه : اللهم ان كنت تعلم انّي لم اقصّر في نصرة توحيدك اللهم ولم (٢) اعتقد مذهبا الا سنده التوحيد اللهم ان كنت تعلم ذلك منّي فاغفر لي ذنوبي وسهّل عليّ سكرة (٣) الموت! قالوا (٤) : فمات من ساعته (٦)
قال الجاحظ : ما رأيت احدا (٥) اعلم بالكلام والفقه من النظام
ومن هذه الطبقة ابو سهل بشر بن المعتمر الهلالي ، قال ابو القاسم : وهو من اهل بغداذ ، وقيل : بل من اهل الكوفة ، ولعله كان كوفيّا ثم انتقل الى بغداذ ، وهو رئيس معتزلة بغداذ (٧)
وله قصيدة اربعون الف بيت ردّ فيها على جميع المخالفين
وقيل للرشيد إنه رافضي فحبسه ، فقال في الحبس شعرا (من الرجز) :
لسنا من الرافضة الغلاة |
|
ولا من المرجئة الحفاة |
لا مفرطين بل نرى الصّديقا |
|
مقدّما والمرتضى الفاروقا |
__________________
(١) روى ب ج س ل : وروى م
(٢) ولم ب ج ل م : ولا س
(٣) سكرة ب ج س ل : سكرات م
(٤) قالوا ب ج : قال ل م ، ـ س
(٥) احدا ب ج ل م : ـ س
(٦) في الانتصار للخياط ص ٤١ س ١٤ ـ ص ٤٢ س ١ : ولقد اخبرني عدة من اصحابنا ان ابراهيم رحمهالله قال وهو يجود بنفسه : اللهم ان كنت تعلم اني لم اقصّر في نصرة توحيدك ولم اعتقد مذهبا من المذاهب اللطيفة الا لأشد به التوحيد ، فما كان منها يخالف التوحيد فانا منه بريء. اللهم فان كنت تعلم أني كما وصفت فاغفر لي ذنوبي وسهل علي سكرة الموت ، قالوا : فمات من ساعته
وفي التبصير للاسفرائني ص ٤٤ س ١١ ـ ١٧ : وكان سيرته الفسق والفجور فلا جرم كان عاقبته انه مات سكران وكان قد قال صفة حاله :
ما زلت آخذ روح الزق في لطف |
|
واستبيح دما من غير مذبوح |
حتى انثنيت ولي روحان في بدن |
|
والزق مطرح جسم بلا روح |
وكان آخر كلامه وما ختم به عمره انه كان يده في القدح وهو على علية فأنشأ يقول :
اشرب على طرب وقل لمهدد |
|
هون عليك يكون ما هو كائن |
فلما تكلم بهذا الكلام سقط من تلك العلية ومات باذن الله تعالى
(٧) راجع غرر الفوائد ١ ص ١٨٦ س ٣ ـ ٤ ، والفهرست (فوك لاهور) ٥٩ ، ولسان الميزان ٢ ص ٣٣