عنه ذلك صاد ، يتبع الناس في أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم وفي المواسم ومواقف الحج ... انتهى . وذكره بلفظه تقريباً في السيرة : ١ / ٤٦٠
ويلاحظ أنه خلط في كلامه كثيراً ، وتعصب أكثر ..
فقد بتر حديث ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وحذف منه اختيار النبي صلىاللهعليهوآله خليفته من عشيرته الأقربين بأمر ربه تعالى ، وأورد بدله حديثاً محرفاً ، وفسر الحديث المحرف بأن النبي صلىاللهعليهوآله كان يخاف أن يقتله القرشيون ، فطلب من بني هاشم شخصاً يكون خليفته في أهله ويقضي دينه ، فقبل ذلك علي عليهالسلام ، ثم انتفت الحاجة الى ذلك بنزول الآية !!
لقد تجاهل ابن كثير أن النبي صلىاللهعليهوآله كان مأموراً في تلك المرحلة بدعوة عشيرته الأقربين فقط ، ولم يكن مأموراً بعدُ بدعوة قريش وبقية الناس ! فلا محل لما حبكته الرواية من خوفه من القتل والأذى !
ثم إن ابن كثير تفرد بربط آية العصمة بآية الأقربين ، ولم أجد أحداً سبقه اليه ، ولا ذكر من أين أخذه ؟!
وكأن المهم عنده أن يحرِّف كلام النبي صلىاللهعليهوآله في حديث الدار ونصه على أن علياً أخوه ووزيره وخليفته من بعده ! ويبعد الآية عن سورة المائدة ويوم الغدير !!
وهذا قليلٌ من كثير من عمل ابن كثير ، وإليك الحديث الذي بتره :
ـ قال الأميني في الغدير : ١ / ٢٠٧ :
وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي :
قال في تاريخه : ٢ / ٢١٧ من الطبعة الأولى :
إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يوازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟
قال : فأحجم القوم عنها جميعاً ، وقلت ـ وإني لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً ـ : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه .