ومن المتوسطة : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) و (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ).
ولم يأت المركب من القصيرة فى القرآن.
التقسيم : هو استيفاء أقسام الشيء الموجودة إلا الممكنة عقلا نحو : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) إذ ليس فى رؤية البرق إلا الخوف من الصواعق. والطمع فى الأمطار.
التدبيج : هو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية ، وكقوله تعالى : (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ) فالمراد بذلك الكناية عن الواضح من الطرق ، لأن الجادة البيضاء هى الطريق التى كثر السلوك عليها جدا ، وهى أوضح الطرق وأبينها ، ودونها الحمراء ، ودون الحمراء السوداء ، كأنها فى الخفاء والالتباس ، ضد البيضاء فى الظهور والوضوح. ولما كانت هذه الألوان الثلاثة فى الظهور للعين طرفين وواسطة ، فالطرف الأعلى فى الظهور البيضاء ، والطرف الأدنى فى الخفاء السواد ، والأحمر بينهما ، على وضع الألوان فى التركيب ، وكانت ألوان الجبال لا تخرج عن هذه الألوان الثلاثة ، والهداية بكل علم نصب للهداية متقسمة هذه القسمة ، أتت الآية الكريمة منقسمة كذلك ، فحصل فيها التدبيح وصحة التقسيم.
والتنكيت : هو أن يقصد المتكلم إلى شىء بالذكر دون غيره مما يسدّ مسده ، لأجل نكتة فى المذكور ترجح مجيئه على سواه كقوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) خص الشعرى بالذكر دون غيرها من النجوم وهو تعالى ربّ كل شىء ، لأن العرب كان ظهر فيهم رجل يعرف بابن أبى كبشة عبد الشعرى ، ودعا إلى عبادتها ، فأنزل الله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) التى ادعيت فيها الربوبية.
التجريد : هو أن ينزع من أمر ذى صفة آخر مثله مبالغة فى كمالها فيه نحو : لى من فلان صديق حميم مجرد من الرجل الصديق ، آخر مثله متصفا بصفة الصداقة. ومن أمثلته فى القرآن : (لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ) ليس المعنى أن الجنة فيها دار الخلد وغير دار خلد ، بل هى نفسها دار الخلد : فكأنه جرّد من الدار دارا.