الثالث (١) من الامور ان الاوصاف تارة ينسب الى ما هو له (٢) كالماء جار او السفينة متحركة (٣) وتارة الى غير ما هو له (٤) كالميزاب جار او جالس السفينة متحرك ، لا اشكال فى الأول (٥) وانّما الكلام فى الاخير (٦) انه (٧) من باب المجاز فى كلمة الوصف بارادة قيام المادة بغير ما هو له او (٨) من باب المجاز فى اسناده الى الميزاب او (٩) من باب اعمال العناية فى موضوع القضيّة بجعله من مصاديق ما له الجريان حقيقة فاسند اليه الوصف ح بنحو الحقيقة فى الاسناد وكلمة الوصف ايضا وجوه ارقّها اخيرها (١٠) خلافا لمن ذهب الى الأوّل (١١)
______________________________________________________
الفارابى او ما يتحقق منه الكتابة فى احد الأزمنة على راى الشيخ الخ فالانسان انسان بالفعل والانسان كاتب بالامكان وبالجملة فالحق هو بساطة المشتق لما تقدم سابقا كما لا يخفى.
(١) الجهة السابعة فى بيان التلبس وانه هل يعتبر فى صدق المشتق تلبس الذات بالمبدإ حقيقة او يكفى مطلق التلبس ولو عناية.
(٢) من جرى المشتق على الذات وتلبس الذات بالمبدإ حقيقة.
(٣) وزيد عالم عادل قائم ونحو ذلك.
(٤) بان يكون التلبس به بالعناية او الادّعاء.
(٥) من صدق التلبس عليه حقيقة.
(٦) وهو التلبس بالعناية وهو على وجوه.
(٧) منها المجاز فى الكلمة وهو ان يتصرف فى مدلول كلمة الوصف واستعمالها فى غير معناها الحقيقى.
(٨) ومنها المجاز فى الاسناد بالتصرف فى الاسناد مع ابقاء الكلمة على معناها الحقيقى بان كان الاسناد اى اسناد الجريان الى غير ما هو له.
(٩) ومنها بالتصرف فى الامر العقلى وهو التصرف فى موضوع الجريان بادعاء كون الميزاب من مصاديق ما هو موضوع الجريان ثم اسناد الجريان اليه مع ابقاء الكلمة والاسناد على حالهما نظير قولك رايت اسدا مريدا به الرجل الشجاع بعد ادعائك كونه هو الأسد فانه على كل تقدير يصح جرى المشتق على الذات.
(١٠) وهو فى الحقيقة الادعائية لانه اقل عناية من غيره واقرب الى الاعتبار وما يقتضيه الوجدان لشدة ملابسته اياه فيدعى ان النهر فرد من افراد الماء.
(١١) وهو المجاز فى الكلمة.