(١) ...
______________________________________________________
(١) بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد ـ هذا كتاب نماذج الاصول فى شرح مقالات أصول المحقق العراقى قدسسره وقبل الورود فى البحث والشرح نتعرض لامور. لاجل البصيرة فى هذا العلم من دون دخالته فى الفقه.
الامر الأول ـ فى مرتبة علم الاصول من حيث الشرف والتعلم.
فان شرف كل علم يكون بشرافة موضوعه او غايته واشرف العلوم علم الكلام حيث ان موضوعه اشرف الموضوعات وهو البحث عن احوال المبدا والمعاد وغايته اشرف الغايات وهو الوصول الى الكمالات النفسانية والدرجات العالية وبعد ذلك علم الفقه وهو العلم بالاحكام الشرعية فان غايته هو الوصول الى الدرجات الرفيعة فانه الباعث للسعادة الابدية وعلم اصول الفقه مقدمة لعلم الفقه فانه من مبادئ علم الفقه فله الشرافة والمرتبة لتوقفه عليه ـ واما من حيث التعليم والتعلم يكون علم الاصول مقدما على علم الفقه لكونه مقدمة له ولا يمكن تحصيل الاستنباط بدونه ومما يتوقف عليه ـ وبالجملة مرتبة علم الاصول فوق مرتبة سائر العلوم عدا الفقه شرافة وقبل الفقه تعلما.
الامر الثانى ـ فى ان علم الاصول الجزء الاخير من العلة التامة لعلم الفقه.
قال المحقق النائينى فى الفوائد ، ج ١ ، ص ١٨ ، لا اشكال فى ان العلوم ليست فى عرض واحد بل بينها ترتب وطولية اذ رب علم يكون من المبادى لعلم آخر ولاجل ذلك دوّن علم المنطق مقدمة لعلم الحكمة وكذلك كان علم النحو من مبادى علم البيان ومن الواضح ان جل العلوم تكون من مبادى علم الفقه ومن مقدماته حيث يتوقف الاستنباط على العلوم الادبية من الصرف والنحو واللغة وكذا يتوقف على علم الرجال وعلم الاصول ولكن مع ذلك ليست هذه العلوم فى عرض واحد بالنسبة الى الفقه بل منها ما يكون من قبيل المقدمات