كذلك (١) لو كان بين دائرة المفهوم (٢) مع دائرة الامر (٣) ملازمة وإلّا (٤) فلا قصور فى تعلق الامر بالخصوصيات المشخصة مع فرض خروجها (٥) عن دائرة المفهوم كما هو الشأن ايضا فى تكليف كل طائفة بصنف خاص من الصلاة (٦) على وجه لهم التقرب بهذا الصنف بخصوصه مع خروج الخصوصيات الصنفية عن دائرة المفهوم العام جزما ، ثم ان هنا دفع غشاوة ورفع غباوة ، (٧) حيث انه بلغنى عمن التزم (٨) بان الصادر خارجا مركب من مقولات متعددة بلا جامع بينها رأسا مع ذلك (٩) جعل
______________________________________________________
(١) اى يمنع عن التقرب به لو كان من النحو الاول دون النحو الثانى.
(٢) والموضوع له.
(٣) وهو متعلق الامر.
(٤) اى ان لم يكن الملازمة بينهما كما ليس ملازمه واقعا.
(٥) اى تلك الخصوصيات.
(٦) لان متعلق الامر لكل طائفة بحسب حالهم ذلك الصنف الخاص مع ان الموضوع له كان هو الجامع الموجود فى جميع الاصناف فمتعلق الامر نفس ذلك الصنف ويمكن التقرب به ايضا.
(٧) الامر التاسع بيان ما قيل فى الجامع على الصحيحى من الجامع المبهم ودفعه
(٨) تقدم نقل هذه الجملة فلا نعيد.
(٩) هذا ما افاده المحقق الاصفهانى فى نهاية الدراية ج ١ ص ٣٩ قال والتحقيق ان سنخ المعانى والماهيات وسنخ الوجود العينى الذى حيثيّة ذاته حيثيّة طرد العدم فى مسألة السعة والاطلاق متعاكسان فان سعة سنخ الماهيات من جهة الضعف والابهام وسعة سنخ الوجود الحقيقى من فرط الفعلية فلذا كلما كان الضعف والابهام فى المعنى اكثر كان الاطلاق والشمول اوفر وكلما كان الوجود اشد واقوى كان الاطلاق والسعة اعظم واتم فان كانت الماهيات من الماهيات الحقيقية كان ضعفها وابهامها بلحاظ الطوارى وعوارض ذاتها مع حفظ نفسها كالانسان مثلا فانه لا ابهام فيه من حيث الجنس والفصل المقومين لحقيقته وانما الابهام فيه من حيث الشكل وشدة القوى وضعفها وعوارض النفس والبدن حتى عوارضها اللازمة لها ماهية ووجود او ان كانت الماهية من الامور المؤتلفة من عدة امور بحيث تزيد وتنقص كما وكيفا فمقتضى الوضع لها بحيث يعمها مع تفرقها وشتاتها ان تلاحظ على نحو مبهم فى غاية الابهام بمعرفية بعض العناوين الغير المنفكة عنها فكما ان الخمر مثلا مائع مبهم من حيث اتخاذه من العنب والتمر وغيرهما ومن حيث اللون والطعم والريح ومن حيث مرتبه الاسكار ولذا لا يمكن وصفه الا لمائع خاص بمعرفية المسكرية من دون لحاظ الخصوصية تفصيلا