ضرورة ان الظاهر ان هذه العناوين الثانوية بعروضها صارت موجبة للرفع ومعلوم ان الموضوع للاثر مستدع لوضعه اى لثبوته فكيف يكون موجبا لرفعه.
فتحصل ان الآثار المرفوعة بحديث الرفع ليست هى الآثار المترتبة على نفس تلك العناوين الثانوية اذ لا يعقل ان تكون تلك العناوين رافعة للآثار التى موضوعة لها فيلزم ان يكون تلك العناوين الثانوية علة لثبوتها ورفعها وهو ممتنع.
لا يقال كيف وايجاب الاحتياط فيما لا يعلم وايجاب التّحفظ فى الخطاء والنّسيان يكون اثرا لهذه العناوين بعينها وباقتضاء نفسها.
حاصله ان ايجاب الاحتياط مما لا يعلمون وايجاب التحفظ فى الخطاء والنسيان هما من الآثار المترتبة على نفس عنوان ما لا يعلم او عنوان الخطاء والنسيان.
بداهة ان ايجاب الاحتياط حال العلم بالتكليف مما لا معنى له وايجاب التحفظ حال التذكر مما لا معنى له ايضا فلا محالة لا يكون ايجاب الاحتياط إلّا بلحاظ حال الجهل بالتكليف ولا يكون ايجاب التحفظ إلّا بلحاظ الخطاء والنسيان فيكون ايجاب الاحتياط اثرا للتكليف المجهول بما هو مجهول ومفهومه انما ينتزع متاخرا عن مقام الجهل.