فى الصحاح الانذار هو الابلاغ ولا يكون إلّا فى التخويف وفى القاموس انذره اعلمه وخوفه وحذره ونحوه فى مجمع البحرين والحاصل ان الآية اجنبية عن المقام ولادلة لها على حجية الخبر بما هو خبر حيث انه ليس من شأن الراوى الا الاخبار كما ان قضية حجية خبر الواحد ووجوب قبوله على المنقول اليه ليس إلّا تصديقه فى مجرد حكايته وروايته لا التحذر.
وانّما هو شان المرشد او المجتهد بالنّسبة الى المسترشد او المقلّد
حاصله ان الآية تدل على حجية الانذار وهو الابلاغ بقصد التخويف وهو من شأن المرشد او المجتهد بالنسبة الى خصوص الجاهل المسترشد والعامى المقلد فالآية اجنبية عن المقام
قلت لا يذهب عليك انّه ليس حال الرّواة فى الصّدر الاوّل فى نقل ما تحملوا من النّبى ص وعلى اهل بيته الكرام او الامام ع من الاحكام الى الانام الّا كحال نقلة الفتاوى الى العوام
حاصل جوابه عن الاشكال هو عدم المنافاة بين حجية القول من باب حجية الخبر لا الفتوى وصحة الانذار والتخويف فى الابلاغ بالاخبار وان حال الرواة فى صدر الاسلام ليس إلّا كحال نقلة الفتاوى الى العوام لا كحال المجتهدين اذ لا شك ان الرواة فى زمن النبى (ص) والائمة (ع) كانوا آخذين بظواهر ما شافهوا من الخطابات وعاملين بها من غير اعمال نظر او راى فيها كما هو الحال فى المقلدين فى زماننا هذا كما يظهر