قاصرا من ادراك ازيد مما ظفر به ووصل اليه فلا ينبغى ان يعتمد على ادعائه الاجماع والحاصل انه لا بد فى الاجماعات المنقولة بالفاظها المختلفة من استظهار مقدار دلالة الفاظها ولو بملاحظة حال الناقل من حفظه وضبطه وسعة باعه ومقدار بضاعته فى العلم ومبلغ نظره واطلاعه على الكتب والاقوال.
وانه ينقل الاجماع فى موضع الاحتجاج او فى موضع استقصاء الآراء وتتبع الاقوال ونلحظ زمان الناقل وزمان نقله فانه قد نقل ان السيد المرتضى قده كان فى برهة من الزمان على رأى الشيخ فى قاعدة اللطف ثم عدل الى مذهب الدخولى ونلحظ ايضا حال المسألة التى ينقل فيها الاجماع فانها قد تكون مشهورة معروفة عند الاصحاب مدونة فى كتبهم فى مكان واضح وقد تكون فى غاية الخفاء ليس لها مكان مظبوط وانما عنونها الاصحاب فى اماكن متشتتة لا تصل اليها الايادى الا ايادى الاوحدى من الاعلام.
فيؤخذ بذلك المقدار ويعامل معه كانّه المحصّل فان كان بمقدار تمام السّبب والّا فلا يجدى ما لم يضمّ اليه ممّا حصله او نقل له من سائر الأقوال او سائر الامارات ما به تمّ فافهم
حاصله ان تراكم الاجماعات المنقولة وتضافر حكايات الآراء المتكاثرة فى مسئلة من المسائل الشرعية ليست خالية عن الجدوى بالنسبة الى المنقول اليه بل يؤخذ بذلك المقدار من السبب المنقول ويعامل معه كانه المحصل فان كان السبب المنقول تام فى نظره فهو وإلّا