فلا بدّ فى الاجماعات المنقولة بالفاظها المختلفة من استظهار مقدار دلالة الفاظها ولو بملاحظة حال النّاقل وخصوص موضع النّقل
حاصله انه بعد ما عرفت انه لا اعتبار لتلك الاجماعات ما لم ينكشف ، ان نقل السبب كان مستندا الى الحس فلا بد فى الاجماعات المنقولة من ملاحظة مقدار دلالة الفاظها وملاحظة حال الناقل وملاحظة حال المسألة التى نقل فيها الاجماع فان الفاظ الاجماع تختلف فى القوة والضعف بعضها نص فى الاتفاق وبعضها ظاهر فيه كلفظ الاجماع والاتفاق وكلفظ اجمع الاصحاب وكلفظ لا خلاف او لم تعرف خلافا وكما يقولون فى مقام المبالغة ان المسألة كادت ان تكون اجماعا ويجعلونه فى مقابل الشهرة وبعضها لا ظهور لها فى الاتفاق كقولهم ظاهر الاصحاب او ظاهر المذهب.
فانه يحتمل ان يكون المراد ان مقتضى اصول المذهب وقواعده ذلك لا انه مجمع بينهم وملاحظة حال الناقل فمهما نقل الاجماع من يرى امتناع العلم بالاجماع لعدم امكان اتفاق الكل من الاول الى الآخر عنده لانتشار العلماء فى الامصار فلا يؤخذ بظاهر كلامه ولا يعول على نقله.
والمحكى عن جماعة كالشيخ والسيد وابن زهره وابن ادريس انه متى كان دليل معتبر ولم يكن له معارض انهم كانوا يبادرون الى نقل الاجماع عليه وربما تتكلون فى دعوى الاجماع على كون الحكم من القطعيات.
وقد ينقل الاجماع من يعلم من حاله قصور باعه انه لم يقف على آرائهم واتفاقهم وكان قاصرا من التتبع فى كتبهم واقوالهم وكان