فجعل الله عزوجل ذلك سرفا» (١).
أقول : وروت العامّة أن ثابت بن قيس بن شمّاس صرم خمس مائة نخلة ففرّق ثمرها كلّه ولم يدخل منه شيئا إلى منزله (٢).
قوله : (حَمُولَةً وَفَرْشاً)
عطف على قوله : (جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ) ، والحمولة ما يحمل الأثقال من الأنعام ، والفرش ما يتخذ من جلودها بالذبح أو شعرها ووبرها بالنسج فيتخذ فرشا.
قوله : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ)
الزوج يطلق على الواحد إذا كان معه آخر ، ويطلق على الإثنين إذا اعتبرا معا ، والظاهر من روايات أهل البيت أنّ المراد بالزوج هو المعنى الأوّل.
ففي الكافي : عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : «حمل نوح ـ عليهالسلام ـ في السفينة الأزواج الثمانية التي قال الله عزوجل : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ) الآية ، فكان من الضأن [إثنين] زوج داجنة يربّيها الناس ، والزوج الآخر الضأن التي تكون في الجبال الوحشية أحلّ لهم صيدها ، ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس ، والزوج الآخر الظباء التي يكون في المفاوز ، ومن الإبل اثنين البخاتي والعراب ، ومن البقر اثنين زوج داجنة للناس والزوج الآخر البقر الوحشية» (٣) الخبر.
__________________
(١). الكافي ٤ : ٥٥ ، الحديث : ٥.
(٢). تفسير القرطبي ٧ : ١١٠ ؛ الدر المنثور ٣ : ٤٩ ؛ زاد المسير ٢ : ٩٣ ؛ تفسير القرطبي ٧ : ١١٠.
(٣). الكافي ٨ : ٢٨٣ ، الحديث : ٤٢٧.