أقول : وفي معناه روايات أخر ، وفيها : «إنّ البخاتي من الإبل الوحشية» (١).
قوله : (إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما)
ما حملت الظهور التي علقت بها ، والحوايا ما اشتمل على الأمعاء ، وما اختلط بعظم هو شحم الإلية فإنّه موصول بالعصعص.
قوله : (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا)
هذا القول منهم مغالطة ، فإنّهم يريدون بقولهم : (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا) أنّه لم يشأ ذلك ، فقد شاء أن نشرك ما اشركنا ونحرّم ما حرّمنا ، وليس هذا نتيجة ذاك ، وإنّما شاء سبحانه ما شاء من أفعالهم من مجرى اختيارهم وطريق مشيئتهم ، فمشيئته ذلك لا يسلب اختيارهم ولا يوجب بطلان التأثير من إرادتهم حتى ينتج إجبارهم على الفعل وارتفاع المؤاخذة ، ولو صحّ هذا القول منهم لم يصحّ مؤاخذة ظالم في ظلمه ، ولا فاسق في فسقه ، ولا ذمّ سيىء في مساءته ، بل ولم يصح حمد محسن في إحسانه ، ولا مدح حسن في حسنه ، وجميل في جماله فقد أنتجوا من عدم مشيئة الترك مشيئة الفعل ، ووصفوا المشيئة المطلقة الموجبة لسلب الإختيار ؛ مكان المشيئة الخاصة غير المنافية لثبوت الإختيار وصحة الإستناد.
قوله : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ)
لم يبطل أصل قولهم : (لَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكْنا) ، لصحّته في نفسه ، وإنّما الغلط في
__________________
(١). الكافي ٤ : ٤٩٢ ، الحديث : ١٧ ؛ من لا يحضره الفقيه ٢ : ٤٩٠ ، ٣٠٤٩ ؛ تفسير العياشي ١ : ٣٨١ ، الحديث : ١١٦.