[وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (١٧٤)]
قوله سبحانه : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ)
أخذ الشيء من الشيء ، يوجب انفصال المأخوذ من المأخوذ منه ، فتدلّ الآية على تفريق الذرّية من بني آدم وفصلهم من بني آدم ، وحيث كانت لفظة : (من) نشويّة أريدت زيادة التوضيح ، فقيل : (مِنْ ظُهُورِهِمْ) ، ليعلم أنّ الأخذ لم يكن من قبيل أخذ المماس الملاصق من مماسه كأخذ اللباس والنعل من الإنسان ، ولا من قبيل أخذ البعض من الكلّ وإبقاء البعض بالقطع ونحوه ، كأخذ الجرعة من ماء القدح وأخذ اللقمة من الطعام ، بل كأخذ المادّة من المادّة بحيث لا ينقص من المأخوذ منه بالأخذ شيء ، ثم الأخذ من المأخوذ ، ثم من المأخوذ من المأخوذ وهكذا ، فيفيد أنّا فصّلنا بني آدم بأن أخذنا كلّ ذريّة من ظهر من