وهذه أمور الآخرة ، وقال سبحانه : (قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي) (١) ولا ينافيها إختصاص علم الساعة به سبحانه ، إذ الأمر الأوّل كفانا مؤونة الجواب عنه ، وقال تعالى : (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٢) ، وقال : (لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٣) ، وقال : (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٤) وقال : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٥) ، وقال : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ) (٦) وها هنا آيات أخر غير ما مرّ كقوله : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) (٧) وقوله : (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ) (٨) وقوله : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (٩) ، وقوله : (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (١٠) ، لكن ما أضيف إليه : (عِنْدَ) فيما غيره في الآيات السابقة ، ولعلّ المعنى يختلف معه بعض الإختلاف فيكون القسم الأول : مصاحبة ، والقسم الثاني : مجاورة.
وفي إرشاد الديلمي (١١) الحديث ، وقد مرّ في سورة البقرة وهنا رواية ـ قريب التوافق للرواية ـ (١٢) المروية بطرق العامّة والخاصّة.
__________________
(١). الأعراف (٧) : ١٨٧.
(٢). الانعام (٦) : ١٢٧.
(٣). الأنفال (٨) : ٤.
(٤). الزمر (٣٩) : ٣٤.
(٥). آل عمران (٣) : ١٦٩.
(٦). الحجر (١٥) : ٢١.
(٧). الأنعام (٦) : ٥٩.
(٨). العنكبوت (٢٩) : ١٧.
(٩). التكوير (٨١) : ٢٠.
(١٠). مريم (١٩) : ٨٧.
(١١). إرشاد القلوب ١ : ٨٢ و ١٤١ و ١٦٦.
(١٢). الأصل غير مقروء ، قوّمناه بالإستحسان.