[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (١)]
قوله سبحانه : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ)
لمّا كان الغرض في هذه السورة تشريع جمل أحكام المواريث والنكاح والجهاد وغير ذلك من أحكام متفرّقة في الطهارات والصلاة والحدود والتخلّص بالتعرّض لحال أهل الكتاب ، كرّر فيها دعوتهم إلى تقوى الله وطاعته فيما يشرّعه من الأحكام لصلاح شأنهم ووصيّتهم بوضع ما وضعه لهم موضع ما لعبت به أيدي هوساتهم من الأحكام.
وإذ كان الابتداء بأحكام المواريث والفرائض وقد كانوا يحرّمون كثيرا من ذوي المواريث كالصغار والأزواج ، ويجورون في آخرين كما في ذيل آياتها ، بدأ بدعوتهم إلى التقوى بتذكير أنّ الناس بعضهم من بعض إذ يرجعون على كثرتهم إلى أصل واحد ، وهو آدم وزوجته ، وتذكير أنّ بينهم أمرا أدنى من ذلك وهو الرحم على شرافتها وحرمتها ، كلّ ذلك على سبيل التوطئة والمقدّمة.