أقول : وهو ما مرّ في تعلّق الإستثناء.
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ (١) : في كتاب علي ـ عليهالسلام ـ : إذا طرفت العين أو ركضت الرجل أو تحرك الذنب ، فكل منه فقد أدركت ذكاته (٢).
أقول : وفي المعاني السابقة أخبار أخر.
قوله سبحانه : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) التأمل في صدر الآية وذيلها أعني قوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ) [وقوله] : (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، يعطي أن يكون قوله : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) ، إلى قوله : (دِيناً) معترضا مسوقا لغاية غير غايتها ، وشأن نزوله سوى شأن نزولهما ، كما تنطق به روايات الخاصّة والعامّة ، ومن الضروري أن الرسول كان يأتي بالدين من عند ربّه شيئا فشيئا.
فقوله : (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ) ، يفيد أن يكون الذين كفروا قد مكّنوا له تديّن المؤمنين منذ عهد وزمان ، وأنّ أمرهم كان مخشيّا مخوفا محظورا حتى آمنهم الله بجوده ، فهذا تأمين للمؤمنين ممّا كان يحذّرهم من سوء قصد الكفّار بهم في دينهم كما قال : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
__________________
(١). في المصدر : + «قال»
(٢). الكافي ٦ : ٢٣٢.