جرى لآخرهم من الله مثل الذي أوجب لأولهم ، فمن اهتدى بسبيلهم وسلم لأمرهم فقد استمسك بحبل الله المتين وعروة الله الوثقى ، ولا يصل الى شيء من ذلك الا بعون الله ، وان امير المؤمنين قال : انا قسيم بين النار والجنة لا يدخلها أحد الا على أحد قسمي ، واني الفاروق الاكبر وقرن من حديد وباب الايمان ، واني لصاحب العصا والميسم لا يتقدمني أحد الا أحمد صلىاللهعليهوآله ، وان رسول الله صلىاللهعليهوآله ليدعى فيكسا ثم أدعى فأكسا ثم يدعى فيستنطق فينطق ثم أدعى فأنطق على حد منطقه ، ولقد أقرّت لي جميع الاوصياء والانبياء بمثل ما أقرت به لمحمد صلىاللهعليهوآله ، ولقد اعطيت السبع التي لم يسبقني اليها أحد ، علمت الاسماء والحكومة بين العباد وتفسير الكتاب وقسمة الحق من المغانم بين بني آدم ، فما شذّ عني من العلم شيء الا وقد علمنيه المبارك ولقد أعطيت حرفا يفتح الف حرف ، ولقد أعطيت زوجتي مصحفا فيه من العلم ما لم يسبقها اليه أحد خاصة من الله ورسوله.
١٢ ـ بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن حجر ، عن حمران ، عن أبي جعفر عليهالسلام. وأبي عبد الله البراقي ، عن أبي الجهم ، عن أسباط ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تبارك وتعالى (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قالوا : نحن.
١٣ ـ وفيه : حدثنا ابراهيم بن هاشم ، عن سليمان بن سدير ، قال : كنت أنا وأبو بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي في مجلس أبي عبد الله عليهالسلام اذ خرج الينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب وما يعلمه الا الله ، لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عني فما عرفتها في أي بيوت الدار هي ، فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر على أبي عبد الله