وهذه الحقيقة القرآنية الاولى. التي تلقاها قلب رسول الله ص وآله ، في اللحظة الاولى. هي التي ظلت تصرف شعوره. وتصرف لسانه وعمله واتجاهه. بعد طول حياته ...
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى). ان الذي أعطاه فأغناه هو الله تعالى. كما أنه هو الذي خلقه وأكرمه وعلمه. ولكن الانسان في عمومه لا يشكر حين يعطي فيستغني فيطغى.
(إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) فأين يذهب هذا الذي طغى واستغنى واستعان بنعم الله على عصيانه واليه يرجع هذا الذي يطغى اذا أغناه مولاه. (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى).
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) التشنيع والتعجيب واضح في طريقة التعبير. أرأيت هذا الامر المستنكر. أرأيته يقع من مخلوق غير هذا الانسان الطاغي.
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) يرى تكذيبه. ويرى طغيانه. انه تهديد المصور بجرسه لمعناه والسفع : الاخذ بعنف. والناصية : الجبهة. أعلى مكان يرفعه الطاغية المتكبر. مقدم الرأس : انها الناصية تستحق السفع والصرع : (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ).
* * *
ـ ٩٧ ـ سورة القدر آياتها (٥) خمس آياتها
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٥))
البيان : الحديث في السورة عن تلك الليلة. قد سجلها الوجود