البيان : ـ انه مشهد الاحتضار. يواجههم به نص القرآن كأنه حاضر. وكأنه يخرج من ثنايا الالفاظ ويتحرك كما هي ملامح الصورة من خلال لمسات الريشة.
(كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) (وحين تبلغ الروح المكروب.
(وَقِيلَ مَنْ راقٍ) تكون السكرات المذهلة. ويكون الكرب الذي تزوع منه الابصار. ويلتفت الحاضرون حول المحتضر يتلمسون حيلة او وسيلة لاستنقاذ هذا المكروب. (وَقِيلَ مَنْ راقٍ) لعل رقية تفيد.(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) وبطلت كل حيلة وعجزت كل وسيلة. وتبين الطريق الواحد الذي يساق اليه كل حي في نهاية المطاف (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ).
انه لمشهد ليكاد يتحرك وينطلق. وكل آية ترسم حركة. وكل فقرة تخرج لمحة. وحالة الاحتضار ترتسم معها الجزع والحيرة. ومواجهة الحقيقة القاسية المريرة.
(فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) وقد قيل ان المراد به ابو جهل لعنه الله. ولكن في الحقيقة هو الذي غصب الخلافة من أهلها الشرعيين واخرج الناس عن الصراط المستقيم وامر بحرق بيت فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين على كل من فيه ـ وفيه خيرة اهل الارض ـ اذا لم يخرج ابو الحسنين ويبايع السامري.
والتعبير القرآني يتهكم عليه وكل من يعتقد به الخير والصلاح جهلا وتعصبا.
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) وهو تعبير اصطلاحي يتضمن التهديد والوعيد لهذا المنافق.
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) فقد كانت الحياة في نظر القوم