(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ. إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) ان هذا النص ليشير اشارة سريعة الى حالة تعجز الكلمات عن تصويرها. كما يعجز الادراك عن تصور مداها بكل حقيقتها. ذلك حين يعد الموعودين السعداء بحالة من السعادة لا تشبهها حالة حتى تتضاءل الى جوارها الجنة بكل ملذاتها ونعمها.
ان روح الانسان لتستمتع احيانا بلمحة من جمال الابداع الالهي في هذا الكون او النفس فتغمرها النشوة. وتفيض بالسعادة وترف باجنحة من نور في عوالم عديدة. وتتوارى عنها شوائب الدنيا وما فيها من المغريات المادية. وما فيها من الام ومصائب. وهذه لذة لا يتذوقها الا المتقون.
فما بال اناس يحرمون ارواحهم ان تعانق هذا النور الفائض بالفرح والسعادة والسرور ويشغلها بالجدل حول مطلق التوافه. لا نفع فيها ولا ارباح. ومنها افلام التلفزيون الخبيثة.
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ. تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) فهذه هي الآخرة التي يذرونها ويهملونها ويتجهون الى العاجلة التي ملؤها تعب وعناء. وتجلب على عاشقها في الاخرة الشقاء والبلاء.
انه مشهد الموت الذي ينتهي اليه كل حي. والذي لا يدفعه عن نفسه دافع. ولا عن غيره. الذي يفرق الاحبة والجماعة. ولا يجيب لصرخة ملهوف ولا لحسرة مفارق. ولا لرغبة راغب.
(تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥) كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (٣٠) فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (٣١) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (٣٧) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠))