لقدر الله تعالى والطاعة لأمره بلا توقف. فالتوقف لن يدفع ضررا. وانتحال المعاذير لا يخفى على الله العليم الخبير. ولا يؤثر في جزائه وفق علمه المحيط.
(بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً) هكذا يقفهم عرايا مكشوفين وجها لوجه امام ما اضمروا. وما ظنوا ان الله يعلم بمكرهم.
(وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ..) لقد كانوا يعتذرون باموالهم واهليهم .. فما ذا تنفعهم اموالهم واهلوهم في هذه السعير المعدة لهم اذا لم يؤمنوا بالله ورسوله.
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ) لقد امر الله تعالى نبيه ان يرد على المخلفين وقرر ان خروجهم مخالف لأمر الله. وأمره بمنعهم من الخروج (بل تحسدوننا) ثم قرر ان قولهم هذا ناشيء عن قلة فهمهم وكذبهم بما قالوا. فتمنعوننا من الخروج لتحرمونا من الغنيمة. فجزاء المتخلفين الطامعين ان يحرموا. وجزاء المطيعين ان يعطوا من فضل الله. وان يختصوا بالمغنم حين يقدره الله سبحانه. جزاء اختصاصهم بالطاعة والاقدام باخلاص الجهاد في سبيل الله لأجل الغنيمة كالمخالفين.
(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٦) لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً (١٧) لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩) وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠))