لَهُ
فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (٢٣) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى
اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ
الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ
(٢٤) وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ
السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٢٥))
البيان
: في فقرة سابقة
قرر ان ما شرعه الله للامة المسلمة هو ما وصى به نوحا وابراهيم وموسى وعيسى (ع)
وهو ما أوحى به الى محمد ص وآله. وفي هذه الفقرة يتساءل في استنكار عما هم فيه وما
هم عليه. من ذا شرعه لهم مادام الله لم يشرعه. وهو مخالف لما شرعه منذ أن كان هناك
رسالات وتشريعات (أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ
شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ..)
وليس لأحد من خلق
الله أن يشرع غير ما شرعه الله وأذن به كائنا من كان. فالله وحده هو الذي يشرع
لعباده. لانه هو المبدع لهذا الكون وما فيه. ومدبره بالنواميس. وكل من عدا الله عزوجل يشرعون لهم ما لم يأذن به الله. وليس أخيب من ذلك ولا أجرأ
على الله منه شيء. ومع وضوح هذه الحقيقة فان الكثيرين يجادلون.
لقد شرع الله
للبشرية ما يعلم سبحانه. انه يتناسق مع طبيعتها وفطرتها وطبيعة الكون الذي تعيش
فيه وفطرته. ومن ثم يحقق لهذه البشرية أقصى درجات السعادة. وبذلك يتوحد مصدر
التشريع. ويكون حكم الله وحده. وهو خير الحاكمين. وما عدا هذا المنهج فهو خروج على
شريعة الله تعالى. وعلى دين الله. وعلى ما وصى به نوحا وابراهيم وموسى وعيسى
ومحمدا ص وآله عليهم جميعا أفضل السّلام.
(وَلَوْ لا كَلِمَةُ
الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) فقد قال الله تعالى كلمة الفصل بامهالهم الى الفصل. ولو لا
ان الله رفع عن امة محمد ص وآله المسخ والقذف وما أنزل على الامم السابقة لما عصوا
وطغوا لا نزل على أول