الحقيقة وتلك. ولكن الصلة تبدو وثيقة. عند قوله تعالى (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ ..) فالله لطيف بعباده. يرزق الصالح والطالح. والمؤمن والكافر. ولكن فرق بينهما فالصالح والمؤمن الله يرزقه وخلق لأجله جميع الرزق ويبارك له فيما يأخذه من هذا الرزق الذي خلقه لكرامته. ولكن الطالح والكافر يأكل بدون اجازة. وبدون رضا من صاحب الرزق ومن خالق الرزق. وحيث أن صاحب هذا الرزق كريم فلا يمنعه ولكن سيحاسبه على ما أخذ من رزقه بدون اجازته وبدون رضاه وسيعاقبه على كل لقمة أكلها او شربة شربها فأمامه الحساب.
وقد جعل الخالق العظيم الاخرة حرثا. والدنيا حرث. وترك الخيار لعباده الى أي منهما يعملون ولكن قد بين سبحانه ان الذي يعمل لحرث الاخرة في الدنيا يسخر له الدنيا ليأخذ منها ما يقويه على آخرته. وعند الانتقال يفوز بالسعادة والنعيم الذي أعد له. والذي يعمل في الدنيا للدنيا فقط سيسلبه مازاد عن ضرورياته وعند الانتقال يهوى في الشقاء والعذاب الذي لا يخفّف ولا ينقطع ابدا. والامر في الاخرة والنهاية مرتبط بالحق والميزان الذي نزل به الكتاب من عند خالقه فالحق والعدل ظاهران في تقدير الرزق لجميع الاحياء. وفي زيادة حرث الاخرة لمن يشاء. وفي حرمان الذين يريدون حرث الدنيا من حرث الاخرة. ودخولهم الى الجحيم.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٢٢) ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ