النور وهو يصير يبصر صحيح. ومثل أهل المعاصي والجرائم بالظلام أو بمن يمشي على الظلام. وهو أعمى لا يبصر شيئا.
فصاحب الأيمان والتقوى. قلبه منير. وجوارحه منيرة. وحواسه منيرة. تنكشف لديه حقائق الاشياء والقيم والاحداث. وما بينها من ارتباطات ونسب وابعاد. فالمؤمن التقي. ينظر بنور الله تعالى. فيرى تلك الحقائق ويتعامل معها ولا يخبط في طريقه والايمان بصر يرى رؤية حقيقة صادقة غير مهزوزة ولا مخلخلا ويمضي بصاحبه في الطريق على من الهاجرة. والقلق والحيرة والايمان حياة في القلوب والمشاعر. حياة نور. وعلى ثقة وفي اطمئنان.
والايمان ظل ظليل تستروحه النفس. ويرتاح له القلب. ظل في القصد والاتجاه. كما أنه حركة نامية مستمرة. والكفر والعصيان عمى في طبيعة القلب. وعمى عن رؤية حقيقة الوجود. وحقيقة الارتباط فعند ما يبعد الناس عن نور الأيمان يقعون في ظلمات الجهل
والكفر هجرة حرور. تلفح القلب فتوجد فيه لواقح الحيرة والقلق وعدم الاستقرار ثم ينتهي بصاحبه الى حرّ جهنم ولفحة العذاب الدائم الذي لا يخفف ولا يزول.
فالكفر والعصيان موت في الضمير وانقطاع عن مصدر الحياة الاصيل. وأنفصال عن الطريق الواصل. وعجز عن الاتصال النافع. ولكل طبيعته. ولكل اجزاؤه ولن يستوي الخبيث والطيب.
(إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ) ان الفوارق أصيلة في طبيعة الكون وفي طبيعة النفس. واختلاف طباع الناس. واختلاف استقبالهم لدعوة الله وأصالة الفوارق الكونية في البصر والعمى (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) فأن لقى من قومه التكذيب. فتلك طبيعة الاقوام في أستقبال الرسل ورسالاتهم الآلهية. لا عن تقصير من الرسل ولا عن قصور في