وعد الله حق انه آت لا ريب فيه. انه واقع لا يتخلف. انه حق والحق لابد أن يقع. والحق لا يضيع ولا يبطل ولا يتبدد. ولا يحيد. ولكن الحياة الدنيا تغرّ وتخدع (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) والشيطان قد أعلن عداءه لهذا الانسان القوي المحصن اذا أطاع الله تعالى. والضعف الواهن اذا تركه وعصاه.
(إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ (٦) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (٧) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ (٨) وَاللهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ (٩) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ (١٠))
البيان : (إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا. إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ) انها لمسة وجدانية صادقة فحين يستحضر الانسان صورة المعركة الخالدة بينه وبين عدوه الشيطان. فانه يتحفزّ بكل قوة وبكل يقظة لدفع الغواية والاغراء لهذا الانسان. والقرآن يدعو الانسان ان يتحفّز لكل بادرة من عدوه وكل حركة خفية. حالة التعبئة ضد الشر ودواعيه. وضد هواتفه المستسمرة للنفس. وأسبابه الظاهرة للعيان. حالة الاستعداد الدائم للمعركة التي لا تهدأ لحظة. ولا تضع أوزارها في هذه الارض ابدا.
(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً. فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ).
هذا هو مفتاح الشر كله. ان يزين الشيطان للانسان سوء عمله. فيراه حسنا. أن يعجب بنفسه وبكل ما يصدر عنها. ألا يفتش في