الله عزوجل منه ويرضاه له وهذا هو سلطان الاخلاق في دين الاسلام. ثم هو في الطريق يحقق منافع العباد.
(فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (٦))
البيان : وقد أمر الله المسلمين ـ اذا انقضت الاشهر الاربعة ـ ان يقتلوا كل مشرك انّى وجدوه. أو يأسروه او يحاصروه. اذا تحصن منهم او يقعدوا له مترصدين. لا يدعونه يفلت او يذهب ـ باستثاء من امروا بالوفاء لهم الى مدتهم. ـ بدون اي اجراء اخر معهم ذلك ان المشركين أنذروا وأمهلوا وقتا كافيا. فهم اذن لا يقتلون غدرا. ولا يؤخذون بغتة. وقد نبذت لهم عهود وعلموا سلفا ما ينتظرهم.
غير أنها لم تكن حملة ابادة ولا انتقام. انما كانت حملة انذار لانتشالهم من ضلال الشرك وظلمة الجور الى هدى الاسلام وعدله. وفي الحقيقة ما هو الا كتأديب اليتيم لاصلاح حاله (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لقد كانت هناك وراءهم اثنتان وعشرون سنة من الدعوة والبيان للهداية والارشاد وتأليب على دولتهم. ثم سماحة من هذا الدين. وانه لتاريخ طويل. ومع هذا كله.
فلقد كان الاسلام يفنح لهم ذراعيه ليتلقاهم بكل ترحاب وكرامة ان هم تركوا الباطل والفساد واتبعوا الحق والاصلاح. والله عزوجل يأمر نبيه ص وآله والمسلمين الذين أوذوا وفتنوا وشردوا وقتلوا كان يأمرهم ان يكفوا عن المشركين ان هم اختاروا التوبة والانابة الى خالقهم العظيم وعدلوا عن العصيان والتكبر عليه. (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) وأخيرا فانه مع هذه الحرب المعلنة على عبادة الاصنام كافة بعد انسلاخ الاشهر الاربعة يظل الاسلام على سماحته وجديته وواقعيته كذلك. فهو يدعوهم الى